( رابعاً ) نظرية طيبة : كانت المدرسة الرابعة قد نشأت في طيبة " واست " ، وهى مدينة تهيأ لها حظ واسع في عالم الفكر والسياسة والدين خلال فترات قِصار من عصر الدولة الوسطى ، وفترات طِوال من عصر الدولة الحديثة ، حتى أصبحت كبرى عواصم الشرق القديم من غير مُنازع ، وفى فترة لا ندرى تحديدها عن يقين خرج أهل الفكر والدين في واست ( الأقصر ) بمذهب جديد من مذاهب نشأة الوجود وكان من البديهي لهؤلاء أن يبدأوا بمدينتهم ، وأن يلتمسوا لها من الطبيعة وقِدم النشأة وقداسة السِعة ، ما يَكْفُل تصويرها للناس على أنها الموطن القديم للبدء والخلق والعز والمجد ، دون أية مدينة أخرى سواها ، وهكذا مهد أهل طيبة أو ( واست ) لأزلية مدينتهم ، ثم يفعلون بالشئ نفسه بالنسبة لربها آمون ، فأعلنوه ملكا للأرباب جميعا ، وتعمدوا أن يوحدوا بينه وبين آلهة المذاهب القديمة جميعاً ، وأن يجعلوه المصدر الازلى القديم لها جميعاً . وانطلاقا من هذا فلقد بدأ أنصار آمون ينسبون إليه كل ما يليق بمكانة ربهم الذي أيدهم بنصره في مصر وخارجها ، فأعطوه الصفة العالمية ، وردوا إليه ربوبية النشأة الأولى ، كما ردوا إليه ربوبية النشأة الأخيرة ، واعتبروه ربا للوجود ، ذلك أن آمون إنما قد أصبح ، طبقا لمذهب طيبة هذا ، والذي تأثر بمذهب الاشمونين ، هو الإله الأكبر الذي أوجد ذاته بذاته ، شأنه في ذلك شأن آتوم ، لم يكن هناك آله آخر غيره ليخلقه ، ومن ثم فلم يكن له أب ولا أم ، لم يكن مرئيا ، وإنما وُلد في الخفاء ، واستمر فرداً حتى أتم عهداً قدّره لنفسه، وحين ذاك تخير لنفسه مكانا قدسيا آوى إليه واستقر فيه ، حتى ابتغوا أنصاره أن ينسبوا إليه ألقابا ثلاثة يرتضيها لنفسه ، فدعوه ( آمون ) بمعنى الخفي و ( آمون رنف ) أي خفي الاسم ، و ( كم آتف ) بمعنى الذي أتم عهده ، كما جروا على أن يرمزوا إليه تجاوزا بهيئة الثعبان ، ويتخيلوه مأواه المختار في عالم سُفلى بعيد يقع مدخله لدى مكان دعوه ( يأت ثامو) على مقربة من ( حابو ) بغربي طيبة ، وظل أمره كذلك حتى اتجه إلى خلق الأرض ، وهنا أطلق عليه أنصاره لقبين ، الواحد آمون بمعنى الخفي ، والآخر ( ايرتا ) بمعنى خالق الأرض ، أو صانع الأرض . وارتأى رب واست ( الأقصر ) بعد ذلك أن يغادر مقره القديم ، وان يتزود له بقدرة الخلق والإخصاب ، فأتجه إلى الاشمونين ، وهناك أصبح واحدا من أربابها الثمانية الكبار ، وأن زعم الطيبيون انه كان قد خلق الأرباب الثمانية من نفسه قبل أن يغادر طيبة في مكان معبد الأقصر الحالي ، والذي أقيم بعد ذلك بعشرات القرون ، ومن ثم فان آمون حينما ظهر في ثامون الاشمونين إنما استمرت له الهيمنة وظل صورتهم المُثلى ، ولم يعدوا أن يكونوا صوره أو توائمه ، وفى هذا الموضع الأخير في الاشمونين أصبح آمون ربا للهواء وحفيظا على مقومات الحياة وشريكا في توليد شمس السماء ، وصورة أصلية من إلهها في الوقت نفسه ، ومن ثم فقد اتجه أصحابه إلى التعديل في ألقابه القديمة لفظا ومدلولا ، فخلعوا عليه لقب آمون القديم ، ولكن بمدلول جديد وهو ( الحفيظ ) ، كما أضافوا إليه لقبا آخر فجعلوه ( آمون رع ) تنويها بإلوهيته للشمس وما يصدر عنها من حرارة ودفء ونور. وأما الأرباب الثمانية التوائم في أونو ، فقد نصبوا إله الشمس ف هيئته الجديدة خليفة لهم ، ثم خرجوا معه بعد ذلك إلى عدة مواضع أصبحت فيما بعد عواصم الدين والملكوت جميعا ، خرجوا به إلى عين شمس ( أيونو ) فقضوا به زمنا وجعلوا له فيها شأنا كبيرا ، ثم رجعوا به إلى الاشمونين حيث أكدوا له ملكوت الهواء ، ثم انطلقوا به بعد ذلك إلى منف حيث عهدوا إليه بعرش ربها ، وأخيراً عادوا به إلى طيبة ، حيث استقروا في عالمها السُفلى ، على مقربة من مدينة حابو ، حيث استقر قبلهم ( كم آتف ) أصلهم الازلى القديم.
( رابعاً ) نظرية طيبة : كانت المدرسة الرابعة قد نشأت في طيبة " واست " ، وهى مدينة تهيأ لها حظ واسع في عالم الفكر والسياسة والدين خلال فترات قِصار من عصر الدولة الوسطى ، وفترات طِوال من عصر الدولة الحديثة ، حتى أصبحت كبرى عواصم الشرق القديم من غير مُنازع ، وفى فترة لا ندرى تحديدها عن يقين خرج أهل الفكر والدين في واست ( الأقصر ) بمذهب جديد من مذاهب نشأة الوجود وكان من البديهي لهؤلاء أن يبدأوا بمدينتهم ، وأن يلتمسوا لها من الطبيعة وقِدم النشأة وقداسة السِعة ، ما يَكْفُل تصويرها للناس على أنها الموطن القديم للبدء والخلق والعز والمجد ، دون أية مدينة أخرى سواها ، وهكذا مهد أهل طيبة أو ( واست ) لأزلية مدينتهم ، ثم يفعلون بالشئ نفسه بالنسبة لربها آمون ، فأعلنوه ملكا للأرباب جميعا ، وتعمدوا أن يوحدوا بينه وبين آلهة المذاهب القديمة جميعاً ، وأن يجعلوه المصدر الازلى القديم لها جميعاً . وانطلاقا من هذا فلقد بدأ أنصار آمون ينسبون إليه كل ما يليق بمكانة ربهم الذي أيدهم بنصره في مصر وخارجها ، فأعطوه الصفة العالمية ، وردوا إليه ربوبية النشأة الأولى ، كما ردوا إليه ربوبية النشأة الأخيرة ، واعتبروه ربا للوجود ، ذلك أن آمون إنما قد أصبح ، طبقا لمذهب طيبة هذا ، والذي تأثر بمذهب الاشمونين ، هو الإله الأكبر الذي أوجد ذاته بذاته ، شأنه في ذلك شأن آتوم ، لم يكن هناك آله آخر غيره ليخلقه ، ومن ثم فلم يكن له أب ولا أم ، لم يكن مرئيا ، وإنما وُلد في الخفاء ، واستمر فرداً حتى أتم عهداً قدّره لنفسه، وحين ذاك تخير لنفسه مكانا قدسيا آوى إليه واستقر فيه ، حتى ابتغوا أنصاره أن ينسبوا إليه ألقابا ثلاثة يرتضيها لنفسه ، فدعوه ( آمون ) بمعنى الخفي و ( آمون رنف ) أي خفي الاسم ، و ( كم آتف ) بمعنى الذي أتم عهده ، كما جروا على أن يرمزوا إليه تجاوزا بهيئة الثعبان ، ويتخيلوه مأواه المختار في عالم سُفلى بعيد يقع مدخله لدى مكان دعوه ( يأت ثامو) على مقربة من ( حابو ) بغربي طيبة ، وظل أمره كذلك حتى اتجه إلى خلق الأرض ، وهنا أطلق عليه أنصاره لقبين ، الواحد آمون بمعنى الخفي ، والآخر ( ايرتا ) بمعنى خالق الأرض ، أو صانع الأرض . وارتأى رب واست ( الأقصر ) بعد ذلك أن يغادر مقره القديم ، وان يتزود له بقدرة الخلق والإخصاب ، فأتجه إلى الاشمونين ، وهناك أصبح واحدا من أربابها الثمانية الكبار ، وأن زعم الطيبيون انه كان قد خلق الأرباب الثمانية من نفسه قبل أن يغادر طيبة في مكان معبد الأقصر الحالي ، والذي أقيم بعد ذلك بعشرات القرون ، ومن ثم فان آمون حينما ظهر في ثامون الاشمونين إنما استمرت له الهيمنة وظل صورتهم المُثلى ، ولم يعدوا أن يكونوا صوره أو توائمه ، وفى هذا الموضع الأخير في الاشمونين أصبح آمون ربا للهواء وحفيظا على مقومات الحياة وشريكا في توليد شمس السماء ، وصورة أصلية من إلهها في الوقت نفسه ، ومن ثم فقد اتجه أصحابه إلى التعديل في ألقابه القديمة لفظا ومدلولا ، فخلعوا عليه لقب آمون القديم ، ولكن بمدلول جديد وهو ( الحفيظ ) ، كما أضافوا إليه لقبا آخر فجعلوه ( آمون رع ) تنويها بإلوهيته للشمس وما يصدر عنها من حرارة ودفء ونور. وأما الأرباب الثمانية التوائم في أونو ، فقد نصبوا إله الشمس ف هيئته الجديدة خليفة لهم ، ثم خرجوا معه بعد ذلك إلى عدة مواضع أصبحت فيما بعد عواصم الدين والملكوت جميعا ، خرجوا به إلى عين شمس ( أيونو ) فقضوا به زمنا وجعلوا له فيها شأنا كبيرا ، ثم رجعوا به إلى الاشمونين حيث أكدوا له ملكوت الهواء ، ثم انطلقوا به بعد ذلك إلى منف حيث عهدوا إليه بعرش ربها ، وأخيراً عادوا به إلى طيبة ، حيث استقروا في عالمها السُفلى ، على مقربة من مدينة حابو ، حيث استقر قبلهم ( كم آتف ) أصلهم الازلى القديم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.